الخداع وراء شركة London Premier Centre: اعتماد وهمي، تدريب غير موجود، وأموال مهدورة
في عالم اليوم الذي يتزايد فيه الاعتماد على الإنترنت والتكنولوجيا، يصبح من السهل على الشركات الاحتيالية أن تروج لنفسها بمظهر الشرعية والمصداقية. إحدى هذه الشركات هي London Premier Centre (LPC) التي تسوّق نفسها كمقدم رائد لبرامج تدريبية متخصصة، مدعية أنها معتمدة من جهات مرموقة مثل سجل مقدمي التعليم في المملكة المتحدة (UKRLP)، وهيئة تنظيم المؤهلات والامتحانات (Ofqual)، وأيكون لندن (Acon London)، والمعهد المعتمد للإدارة (CMI).
ولكن للأسف، هذه الادعاءات مزيفة تمامًا. كل هذه المؤسسات نفت علنًا أي علاقة مع مركز لندن بريميير، مما يثبت أن البرامج التي يقدمها المركز ليست معتمدة أو مرخصة. لم يقف الأمر عند ذلك؛ إذ أن العديد من العملاء، بمن فيهم أشخاص مثل أنا، تعرضوا للاحتيال بعد دفع مبالغ طائلة مقابل برامج لم تُنفذ أبدًا.
كيف بدأت القصة؟
قبل بضعة أشهر، سجلت في دورة تدريبية مع London Premier Centre بعد أن وجدت إعلاناتهم مغرية وموثوقة. لكن بعد دفع الرسوم، أصبحت عاجزًا عن التواصل مع أي شخص من الشركة، سواء عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني. مع مرور الوقت، بدأت أدرك أنني قد وقعت في فخ.
بدأت أبحث عن الشركة عبر الإنترنت، لتنكشف الحقيقة المرة؛ LPC ما هي إلا شبكة نصب تديرها مجموعة سورية مقرها في دبي. لم يكن هناك أي مقر لهم في لندن كما ادعوا، وكانت الأموال التي دفعتها مجرد هدر.
استراتيجية الاحتيال من LPC
تعتمد شركة London Premier Centre على تزييف اعتمادها بمؤسسات شهيرة مثل UKRLP، Ofqual، Acon London، وCMI لإيهام العملاء المحتملين بمصداقيتها. ولكن هذه المؤسسات أكدت جميعها أنه لا يوجد أي علاقة تربطها بـ LPC. الشركة تقوم بإنشاء موقع إلكتروني يبدو احترافيًا ويعرض برامج تدريبية مغرية، لكنه في الواقع مجرد واجهة احتيال.
على سبيل المثال، يدعي المركز أن برامجه معتمدة من Ofqual، الجهة المنظمة للمؤهلات والامتحانات في إنجلترا، لكن الهيئة نفسها أكدت أن هذه الادعاءات غير صحيحة. نفس الشيء ينطبق على باقي المؤسسات، بما في ذلك Acon London التي نفت أي علاقة بـ LPC.
تأثير هذا الاحتيال على العملاء والقطاع التعليمي
النتيجة المباشرة لهذا الاحتيال هي أن العملاء، مثل أنا، يُخدعون ويفقدون أموالهم. يستثمر الناس وقتهم وأموالهم في تحسين مهاراتهم والحصول على مؤهلات تُعزز حياتهم المهنية، لكنهم يجدون أنفسهم ضحية لبرامج غير معتمدة ولا قيمة لها. كما أن هذه الممارسات تضر بالثقة في القطاع التعليمي بشكل عام، حيث يصبح من الصعب التفريق بين الشركات الشرعية وتلك التي تعتمد على الاحتيال.
نصائح لتجنب الوقوع في فخ الاحتيال
في ضوء تجربتي، إليك بعض النصائح التي قد تساعدك في تجنب الوقوع في فخ شركات التدريب الوهمية مثل LPC:
- التحقق من التراخيص: تأكد دائمًا من أن الشركة معتمدة من جهات رسمية ومعترف بها في الدولة التي تعمل منها.
- فحص السجل التجاري: تأكد من أن الشركة مسجلة قانونيًا في البلد الذي تزعم أنها تعمل فيه.
- البحث عن تقييمات العملاء السابقين: لا تعتمد على الموقع الإلكتروني فقط، بل ابحث عن تقييمات في مواقع موثوقة أخرى للتأكد من مصداقية الشركة.
- استخدام وسائل دفع آمنة: من الأفضل استخدام طرق دفع تضمن لك استرداد أموالك، مثل بطاقات الائتمان، في حال اكتشفت أن الشركة غير حقيقية.
خاتمة
قصة London Premier Centre ليست مجرد حالة احتيال فردية، بل جزء من نمط متزايد في الاحتيال في التعليم والتدريب. يجب أن يكون العملاء حذرين وأن يتحققوا من مصداقية الشركات قبل دفع أي أموال. من خلال البقاء يقظين والتحقق من التفاصيل، يمكننا حماية أنفسنا من الوقوع ضحية لمثل هذه الاحتيالات، وضمان الحصول على تعليم وتدريب عالي الجودة ومست
Comments
Post a Comment